جاء الشتاء .. وصرت كطائر تاه في ظل العناء .. ينشد للريح أغانيه الحزينة ومعه أهات مازالت تسكن في الفضاء .. وبقينا أنا وأنت مجرد
حطام عائم في بحر بلا أسماء.
هذا الليل سيرحل ووجهك مازال منثورا في أوردتي.. يا من جعلت الوجع يمضغني كم أكره أن أحبك , وأن يسكنني كل لحظة ذاك
التوق ألا محدود لسماع صوتك..
كم أكره أن أحبك , وأن يغمى على أيامي بدونك .. فما كانت الساعات مرجعي.. بل أسمك.. طيفك.. حواسك.. همسك.. وحتى
دخان سيجارتك.. هو الوقت والزمن الذي أحسب به عمري , ومع هذا نسيت ورحلت..
نسيت يوم وضعت يدي على قلبي أمامك وأقسمت ألا أقول إلا الصدق.. وسحر عينيك أحبك.. وابتسامة الوليد على شفتيك أحبك..
وأحلامي المكتوبة عندك أحبك.. وصوتك الهاتف في دمي أحبك.. وأريد أن أذيبك في العروق بعيدا عن الوجود.. يا ملء الوجود.. أريد أن
أ معن فيك النظر.. ويتعلق بخطواتك البصر.. أريد أن أرى من فوق أكتافك وجه العالم.
كنت أقول لك : قلبي بدونك مقبرة ميتة الزهور.. وكتاب باهت السطور .. ولكنك رحلت وافتقدتك في كل مكان وعدت أبحث عنك بين
أوراقي المتناثرة.. أبحث عن إطلالة عينيك.
أنت هكذا دائما.. ترحل وتسرق كل ذكرياتك الجميلة.. تسرق مني صوتك وارتعاشته المجنونة لترسم ألف مسافة من البعد.. وأبقى
أنا , أشعر بكسرة النفس ويضمحل كل شيء بنظري ولكنك ستبقى تقتحم وحدتي لتضيئها بمفرداتك.
فهل تدعني أحتمي بصدرك وأتنفس حرية أسرك ؟.